بسم الله الرحمن الرحيم            

          الدرس الثامن بعد المائة  :

                                                   اجتماع الشرط والقسم


(وهو استدراك على دروس أدوات الشرط)
تمهيد: مر معنا في دروس أدوات الشرط الجازمة وغير الجازمة أن هذه الأدوات تحتاج إلى فعل شرط وإلى جواب شرط مثال: إن تعملْ خيراً تنلْ جزاءه ف جملة تعمل خيراً هي جملة فعل الشرط. وجملة تنلْ جزاءه هي جملة جواب الشرط.

ومر معنا أن القسم لا بد له من جملة تسمى جواب القسم. وحروف القسم هي (الواو والباء والتاء)
مثال: والله لينتصرَنَّ الحق
ف جملة (لينتصرنَّ الحق) هي جملة جواب القسم ولامحل لها من الإعراب.
الشرح والتفصيل: هناك قاعدة تقول: إذا اجتمع شرط وقسم فجملة الجواب للسابق
مثال: إن تعملْ خيراً واللهِ تنلْ جزاءه. في هذه العبارة اجتمع شرط بوجود إنْ الشرطية وقسم وهو: واللهِ. وقد سبق الشرط القسم ولذلك نقول: جملة تنل جزاءه: جواب الشرط وليست جواباً للقسم.  
فأين جواب القسم يا تُرى؟ 
فنقول: وجواب القسم محذوف دل عليه ما قبله وهو جملة جواب الشرط ولا نقول: جملة تنلْ جزاءه جواب الشرط والقسم معاً
.


وإن قلنا: واللهِ إن تعملْ خيراً لتلقيَنَّ جزاءه. فقد اجتمع في هذه العبارة قسم وشرط والقسم قد سَبق  الشرط فنقول: جملة لَتلقيَنَّ جملة جواب القسم  و نقول بعدها وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها جواب القسم
إعراب أمثلة قرانية توضح الكلام السابق وتؤكده:
(لئن شكرتم لأزيدنَّكم) سورة إبراهيم.
إعراب لئنْ: اللام: موطِّئة للقسم (أي ممهدة للقسم) بمعنى أنها تدل على قسم محذوف والتقدير: والله لئن شكرتم لأزيدنكم وتبين هذه اللام أن القسم سبق الشرط فجملة (لأزيدنكم) : هي جواب القسم. ثم أقول: وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
ومثلها قوله تعالى في سورة يوسف: (ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننَّ وليكوناً من الصاغرين) وتنوين النصب في (ليكوناً ) عوض عن نون التوكيد الخفيفة
فجملة ليسجننَّ جواب القسم لا محل لها من الإعراب و جملة جواب الشرط محذوفة دلت عليها جملة جواب القسم
وإلى درس جديد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.