بسم الله الرحمن الرحيم
 
الدرس التاسع بعد المائة : 

    ضمير الفصل وضمير الشأن


 
وهذا الدرس استدراك على درس الضمائر:
    
أولاً:  ضمير الفصل
تعريفه: هو ضمير يقع ويفصل بين ركني الجملة الاسمية (وهي جملة المبتدأ والخبر أو ما أصلهما مبتدأ وخبر ) والمقصود بما أصلهما مبتدأ وخبر هي الجملةالمسبوقة بالحروف الناسخة المشبهة بالفعل(وهي إن وأخواتها)أو الأفعال الناقصة (وهي كان وأخواتها وكاد وأخواتها)
وضمير الفصل لا يكون إلا في ضمائر الرفع المنفصلة وهي (أنا ـ نحن ـ أنتَ ـ  أنتِ ـ أنتما ـ أنتم ـ أنتنَّ -هو ـ هي ـ هما ـ هم ـ هنَّ)
وقد سمي ضمير الفصل بهذا الاسم: لأنه يفصل ويفرق بين خبر المبتدأ والصفة أو خبر إن أو خبر كان والصفة  وفائدة ضمير الفصل أنه يخبرنا أن ما بعده خبرٌ وليس صفة
مثال: لو قلتَ: زيدٌ المتفوق فهناك التباس وهو هل يا تُرى المتفوق خبرٌ لزيد أم صفة له؟ فإذا قلتَ: زيدٌ هو المتفوقُ فضمير الفصل (هو) أزال الالتباس ويكون إعراب المتفوقُ :خبراً وليس صفة
وقد كثر ذكر ضمير الفصل في القرآن الكريم مثال: (ذلك هو الضلالُ البعيدُ) فلولا ضمير الفصل (هو) لتوهم القارىء أن  الضلال بدلٌ من اسم الإشارة (ذلك) لأن الاسم المعرف ب ال التعريف بعد اسم الإشارةيعرب (بدلاً) ولكنّ ضمير الفصل (هو) جاء ليؤكد أن (الضلال) هو خبر المبتدأ (ذلك) وليس بدلا منه
وللنحاة وجهان في إعراب ضمير الفصل سأبينهما في إعراب قوله تعالى:(ذلك هو الضلالُ البعيدُ)


إعراب الوجه الأول : ذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والام للبعد والكاف للخطاب وهما حرفان لا محل لهما من الإعراب
هو: ضمير فصل لا محل له من الإعراب
الضلالُ: خبر المبتدأ ذلك مرفوع
البعيدُ: صفة الضلال مرفوعة بالضمة الظاهرة
إعراب الوجه الثاني: ذلك: كما أعربت في الوجه الأول(مبتدأ(
هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ثانٍ .
الضلالُ: خبر المبتدأ الثاني مرفوع
وجملة هو الضلال في محل رفع خبر المبتدأ الأول(ذلك(.

وفي إعراب قوله تعالى: (كنتَ أنتَ الرقيبَ عليهم) ف أنت: ضمير فصل لا محل له من الإعراب و الرقيبَ: خبر كان منصوب.
ضمير الشأن: وهو ملحق أيضاً بمبحث الضمائر
تعريفه: هو ضميرلا يكون إلا من ضمائر الغائب المفردة(هو أو الهاء أو ها )ولا يأتي من ضمائر المتكلم أو المخاطب. وهو لا يعود على اسم سابق كالضمائر الأخرى. فعندما أقول: زيدٌ هو المتفوق. فالضمير(هو)يعود على(زيد)أمّا في قوله تعالى:(قل هو الله أحد)فالضمير(هو)لا يعود على اسم ظاهر سابق له وإنما الضمير(هو)مفسر لما بعده والتقدير: قل الشأن والحال والأمر(الله أحد)ولذلك سمي الضمير (هو)في هذه الحالة ضمير الشأن


ويسمى ضمير الشأن ضمير القصة أو الحكاية إذا جاء قبل جملة مثال(فإنها لا تعمى الأبصار ) سورة الحج فالهاء في إنها هي ضمير الشأن .
إعراب ضمير الشأن: يعرب ضمير الشأن إعراب الضمائر العادية وحسب موقعه في الجملة ومن هنا فإن ضمير الشأن لا نحتاجه إلا لتفسير ما بعده .
وقليلاً ما يحذف ضمير الشأن كما في قوله تعالى في سورة المزمل(علم أنْ سيكون منكم مرضى) والتقدير: علم أنه أي أن الشأن والقصة سيكون منكم مرضى .
إعراب (أنْ سيكون منكم مرضى) أنْ: مخففة من أنَّ الثقيلة واسمها ضمير الشأن وتقديره علم أنه فالهاء ضمير متصل في محل نصب اسم (أنْ) وجملة سيكون في محل رفع خبر(أنْ)
إعراب (قل هو الله أحد)
قلْ: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنتَ
هو: (ضمير الشأن) ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ
الله: لفظ الجلالة مبتدأ ثانٍ. أحدٌ: خبر المبتدأ الثاني. وجملة: (الله أحد)في محل رفع خبر المبتدا الأول(هو).
هذا هو ضمير الشأن باختصار شديد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.