بسم الله الرحمن الرحيم 
الدرس الخامس والأربعون:

    أسلوب التعجب

               
معنى التعجب: هو أن تستحسن شيئاً  أو تستقبحه لصفة بارزة في ذلك الشيء فتتعجب منه. والتعجب إما يكون قياسياً أي يخضع لقاعدة كما سيأتي  أو سماعياً أي لا يخضع لقاعدة  فقط نقول لأنه هكذا سمع عن العرب .

1.    التعجب القياسي
للتعجب القياسي الذي يتبع لقاعدة صيغتان : ما أفعلَهُ وأفعِلْ به
مثالان: ما أعظمَ خالداً    أعظمْ بخالدٍ  كإعراب المثالين وهو أهم ما في الدرس  ما أعظمَ خالداً ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ
أعظمَ: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح.  والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره هو.    خالداً: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة أعظم خالداً في محل رفع خبر المبتدأ  ما.
 
إعراب أعظمْ بخا لدٍ  أعظمْ: فعل ماض جاء على صيغة الأمر لإنشاء التعجب مبني على السكون
بخالدٍ: الباء حرف جر زائد. خالدٍ: اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه فاعل أعظمْ
فكأنني قلت:  عظُمَ خالدٌ وعظم خالدٌ : فعل وفاعل.

      شروط التعجب من الفعل مباشرةً  وهي سبعة شروط :

1.    أن يكون الفعل ثلاثياً  فإذا كان الفعل فوق الثلاثي مثل: انتصرَ فلا يتعجب منه مباشرة  فلا بد من فعل تحققت فيه الشروط السبعة وهو فعل مساعدٌ ليتعجب منه فأقول: ما أحسن أن ينتصرَ/ مصدرٌ مؤول/ الصديقُ لصديقه  أو ما أحسن انتصارَ/ انتصارَ مصدر صريح/الصديقِ لصديقه.

2.    تاماً أي غير ناقص  فكان وأخواتها لا يتعجب منها مباشرةً

3.    أن يكون الفعل مثبتاً  أي غير منفي

4.    أن يكون الفعل متصرفاً فالفعل الجامد لا يتعجب منه (الفعل الجامد لامضارع له ولا أمر. مثل: عسى نعم  بئس ليس(

5.    أن يكون الفعل مبنياً للمعلوم فالفعل المبني للمجهول لا يتعجب منه مباشرة

6.    ليس الوصف منه على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء مثل أبيض بيضاء فلا يجوز ان أقول:ماأبيض ثوبك وإنما أقول:ما أجمل بياض ثوبك

7.    قابل للتفاوت و عكسه غير قابل للتفاوت مثل: مات  و فني  لا يتعجب منهما مطلقاً فلا أقول:  ما أموت فلاناً فالموت واحد وكذلك الفناء
وإذا دخلت في التفاصيل يطول الشرح فهناك مراجع لمن أراد التوسع.

التعجب السماعي الذي لاقاعدة له ولا وزن:
  وله صيغ كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
لله درك  أبيت اللعن  تبارك الله.... 
وقد يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي إلى التعجب /
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم / البقرة/ فكيف في الآية خرجت عن الاستفهام الأصلي إلى التعجب ممن يكفر بالله وقد كان ميتاً فأحياه الله.
وممن خرج عن الاستفهام إلى التعجب قول المتنبي
  أصخرةٌ أنا مالي لاتحركني ……  هذي المُدامُ ولا هذي الأغاريد
فالمتنبي لا يسأل وإنما يتعجب من نفسه أنه في مجلس لم تتحرك عاطفته فهو كالصخرة  الصماء.
ملاحظة: في التعجب السماعي لايتغير إعراب الكلام كما في التعجب القياسي
وإلى درس قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.