بسم الله الرحمن الرحيم     

   الدرس الثامن والخمسون:

                              الاستثناء
تعريفه: هو إخراج ما بعد إلا في الحكم عمّا قبلها مثال: نجح الطلابُ إلا زيداً  فقد حكمت على ما قبل إلا بالنجاح وهو( الطلاب )وأخرجت ما بعد إلا من هذا الحكم وهو (النجاح)
وهو ما يسمى مستثنى بإلا  ومثله:
هنأت الناجحين إلا ناجحاً.
وأسلوب الاستثناء يتكون من ثلاثة أجزاء
١- المستثنى منه: وهو الاسم الذي يقع قبل إلا وهو في المثال الأول (
الطلاب)
٢- أداة الاستثناء وهي  إلا وهي حرف لا محل له من الإعراب
٣- المستثنى بإلا وهو الاسم المنصوب بعد إلا وهو في المثال الأول : (
زيدا)
      للمستثنى بإلا ثلاث حالات
١- أن يكون الاستثناء تاماً  و مثبتاً ومعنى تاماً: أن يكون المستثنى منه  موجوداً وهو في المثال الأول: (الطلاب)ومعنى مثبتاً أي غير منفي ولم يسبق بأداة نفي مثل
حضر الطلابُ إلا زيداً    ففي هذه الحالة تعرب إلا أداة استثناء فقط وزيداً مستثنى بإلا منصوب والنصب في هذه الحالة / واجب/ ولا إعراب ل إلا ثانياً أبداً.
إعراب المثال:
حضر الطلاب: فعل وفاعل. إلا: ونعربها أداة استثناء وبدون تردد و زيداً مستثنى بإلا منصوب ولا إعراب ثانياً له لأن الاستثناء تام و مثبت.
٢- أن يكون الاستثناء تاماً ومنفياً: ومعنى تام أي المستثنى منه موجود  ومعنى منفي أي الجملة مسبوقة بأداة نفي وفي هذه الحالة جاز لك في إعراب ما بعد إلا إعرابان: إما مابعد إلا مستثنى بإلا منصوب وإلا أداة استثناء.    
وإما أن تعرب ما بعد إلا بدلاً من المستثنى منه فإن كان المستثنى منه مرفوعاً رفعت البدل وإذا كان منصوباً نصبت البدل وإن كان مجروراً جررت البدل لأن البدل يتبع المبدل منه في حركات الإعراب
مثال عن الحالة الثانية:
ما حضر الطلابُ إلا زيداً أو إلا زيدٌ  إعراب المثال: ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب  حضر الطلاب: فعل وفاعل إلا زيداً: إلا أداة استثناء و زيداً مستثنى بإلا منصوب وإذا قلت إلا زيدٌ فتكون إلا أداة حصر وزيدٌ بدل من الطلاب مرفوع مثله لأن البدل يطابق المبدل منه في الإعراب
مثال آخر عن الحالة الثانيه
ما كافأتُ الطلابَ إلا زيداً ف إلا زيداً لها إعرابان: إما نعرب إلا أداة استثناء و زيداً مستثنى بإلا منصوب وإما أن نعرب إلا أداة حصر و زيداً مفعول به منصوب وكأنك قلت: كافأت زيداً.
٣- أن يكون الاستثناء ناقصاً ومنفياً ومعنى ناقصاً أي المستثنى منه غير موجود ومعنى منفياً أي الجملة مسبوقة بأداة نفي ف إلا ليست أداة استثناء أبداً بل هي فقط أداة حصر 
وما بعد إلا يعرب حسب موقعه في الجملة مثال:
ما نجحَ إلا سعيدٌ  فالمستثنى منه غير موجود والجملة منفية ب ما ف إلا أداة حصر فقط وما بعدها في هذا المثال فاعل مرفوع وكأنك حصرت النجاح في سعيد فقلتَ : نجح سعيدٌ
وقد يقول قائل: لمَ لمْ أقل: نجح سعيدٌ وانتهى الأمر؟  فالجواب: قد يتبادر إلى الذهن أن غير سعيد قد نجح. أما إذا قلت: ما نجح إلا سعيدٌ فقد حصرت النجاح في سعيد أي لم ينجح معه أحد. ومثله:
ما كافأت إلا سعيداً ف إلا أداة حصر وسعيداً مفعول به منصوب 
وليس مستثنى بإلا فكأنك تقول: كافأت سعيداً ف سعيداً مفعول به. وفي الخلاصة أقول:
للاستثناء ثلاث حالات:
١- تام مثبت: تكون إلا أداة استثناء فقط وما بعدها مستثنى بإلا منصوب فقط
٢: تام منفي : جاز الوجهان ف إلا أداة استثناء وما بعدها مستثنى بإلا منصوب أو إلا: أداة حصر ومابعدها بدل من المستثنى منه
٣- ناقص منفي: ف إلا لا تعرب إلا أداة حصر وما بعدها يعرب حسب موقعه في الجملة وإلى درس آخر وهو تتمة درس الاستثناء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.