﴿ بين المِنبر و المحراب﴾

شُرِّفْتُ يومَ أنِ ارتقيتُ المِنبرا

 

 

هو منبرُ المُختارِ يا خيرَ الوَرى

وحفِظتُ منبركَ الذي شرَّفتني

 

منْ كلِّ سوءٍ أو ضلالٍ يُفترى

 

واللهَ أُشْهِدُ لم أخُنْ يا سيِّدي

 

 

إنّ الأمانةَ لا تُباعُ و تُشترَى

 

كم كان مِنبرُ أحمدٍ ليَ مُرتقىً

 

 

و العينُ قدْ مُنِعَتْ منَ الخوفِ الكرى

 

فإذا وقفْتُ عليه هزَّ مشاعري

 

 

و قِوايَ خارتْ أنْ أكونَ مُقصِّرا

 

ياربِّ فاجعلْ مِنبَري ليَ حُجَّةً

 

 

 

لِأنالَ عندكَ يا إلهي الكوثرا

 

و إذا إلى المحرابِ جِئتُ مُصَلِّياً

 

 

خشعَ الفؤادُ و كلُّ همٍّ أدبرا

 

أَ أَنا أَؤُمُّ النّاسَ؟ يا ويحي إذا

 

 

جئتُ الإلهَ مُلجلِجاً مُتَعثِّرا

 

عَفَّرتُ وجهيَ في الرَّغامِ تَذلُّلاً

 

 

 

كي لا أكونَ مُرائياً مُتكبِّرا

 

 

و إذا ذُنوبيَ في الحياةِ تعاظَمَتْ

 

 

 

أرجوكَ ربّيَ أنْ تتوبَ و تغفرا

 

أَ أَكونُ يا فَرحي لِأحمدَ نائباً؟

 

 

 

أدعو و أُرشدُ تائهاً متحيِّرا

 

هذا لَعَمريَ مِنْحَةٌ عُلْوِيَّةٌ

 

 

 

تُوحي إليَّ بأنْ أَذِلَّ و أَشكُرا

 

و أَقولُ في نفسي لِنفسيَ زاجِراً

 

 

 

يا أَيُّها الرجُلُ استقمْ فيما ترى

 

لا يسمعُ المنْصوحُ نُصْحَ مُوَجِّهٍ

 

 

 

إلّا إذا نَهْجَ النَّبيِّ تَخيَّرا

 

و إذا استقامَ المرءُ في أخلاقهِ

 

 

 

سُمِعتْ نصيحتُهُ و كان مُقدَّرا

 

و إذا تطابقَ قولُهُ معَ فعلِهِ

 

 

 

بَلغَ الكمالَ و صارَ نجماً أزهرا

 

أنا مَنْ أنا يا قومُ؟ إنّيَ واحدٌ

 

 

 

في حُبِّ حِبِّ الله قد بلغَ الذُّرا

 

و جَنَيْتُ من حُبِّ الحبيبِ مُحمّدٍ

 

 

 

خيراً عَميماً أبيضاً أو أخضرا

 

وَ لَبسْتُ تقوى الله بُرداً تارةً

 

 

 

و جعلْتُ حُبَّ المُصطفى لِيَ مِئْزرا

 

و إذا تَلوْتُ الآيَ في مِحرابه

 

 

 

فالدّمعُ منّيَ كاللُّجينِ تَحدَّرا

 

ربّاهُ صلِّ على النّبيِّ محمّدٍ

 

 

 

زِنَةَ الجبالِ و مِلْءَ ما فوقَ الثّرى

 

و الآلِ و الصَّحبِ الكِرامِ أولي النُّهى

 

-علي أحمد الأديب - 

مَنْ ناصَروا المُختارَ في أُمِّ القُرى

 

 

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱