شُرِّفْتُ يومَ أنِ ارتقيتُ المِنبرا
|
|
|
هو منبرُ المُختارِ يا خيرَ الوَرى
|
وحفِظتُ منبركَ الذي شرَّفتني
|
|
|
منْ كلِّ سوءٍ أو ضلالٍ يُفترى
|
واللهَ أُشْهِدُ لم أخُنْ يا سيِّدي
|
|
|
إنّ الأمانةَ لا تُباعُ و تُشترَى
|
كم كان مِنبرُ أحمدٍ ليَ مُرتقىً
|
|
|
و العينُ قدْ مُنِعَتْ منَ الخوفِ الكرى
|
فإذا وقفْتُ عليه هزَّ مشاعري
|
|
|
و قِوايَ خارتْ أنْ أكونَ مُقصِّرا
|
ياربِّ فاجعلْ مِنبَري ليَ حُجَّةً
|
|
|
لِأنالَ عندكَ يا إلهي الكوثرا
|
و إذا إلى المحرابِ جِئتُ مُصَلِّياً
|
|
|
خشعَ الفؤادُ و كلُّ همٍّ أدبرا
|
أَ أَنا أَؤُمُّ النّاسَ؟ يا ويحي إذا
|
|
|
جئتُ الإلهَ مُلجلِجاً مُتَعثِّرا
|
عَفَّرتُ وجهيَ في الرَّغامِ تَذلُّلاً
|
|
|
كي لا أكونَ مُرائياً مُتكبِّرا
|
و إذا ذُنوبيَ في الحياةِ تعاظَمَتْ
|
|
|
أرجوكَ ربّيَ أنْ تتوبَ و تغفرا
|
أَ أَكونُ يا فَرحي لِأحمدَ نائباً؟
|
|
|
أدعو و أُرشدُ تائهاً متحيِّرا
|
هذا لَعَمريَ مِنْحَةٌ عُلْوِيَّةٌ
|
|
|
تُوحي إليَّ بأنْ أَذِلَّ و أَشكُرا
|
و أَقولُ في نفسي لِنفسيَ زاجِراً
|
|
|
يا أَيُّها الرجُلُ استقمْ فيما ترى
|
لا يسمعُ المنْصوحُ نُصْحَ مُوَجِّهٍ
|
|
|
إلّا إذا نَهْجَ النَّبيِّ تَخيَّرا
|
و إذا استقامَ المرءُ في أخلاقهِ
|
|
|
سُمِعتْ نصيحتُهُ و كان مُقدَّرا
|
و إذا تطابقَ قولُهُ معَ فعلِهِ
|
|
|
بَلغَ الكمالَ و صارَ نجماً أزهرا
|
أنا مَنْ أنا يا قومُ؟ إنّيَ واحدٌ
|
|
|
في حُبِّ حِبِّ الله قد بلغَ الذُّرا
|
و جَنَيْتُ من حُبِّ الحبيبِ مُحمّدٍ
|
|
|
خيراً عَميماً أبيضاً أو أخضرا
|
وَ لَبسْتُ تقوى الله بُرداً تارةً
|
|
|
و جعلْتُ حُبَّ المُصطفى لِيَ مِئْزرا
|
و إذا تَلوْتُ الآيَ في مِحرابه
|
|
|
فالدّمعُ منّيَ كاللُّجينِ تَحدَّرا
|
ربّاهُ صلِّ على النّبيِّ محمّدٍ
|
|
|
زِنَةَ الجبالِ و مِلْءَ ما فوقَ الثّرى
|
و الآلِ و الصَّحبِ الكِرامِ أولي النُّهى
|
|
-علي أحمد الأديب -
|
مَنْ ناصَروا المُختارَ في أُمِّ القُرى
|
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱
|