نزارٌ إذا ما قامَ فينا مُهَلْهِلاً
|
|
|
بشعرٍ رَصينٍ فاقَ بالشعرِ عَنترا
|
وإنْ هو فينا راحَ يَهذي بشعرِهِ
|
|
|
لكانَ ابنَ بُردٍ في الفُسوقِ مُصَغّرا
|
وإنْ راحَ في حُبِّ الشآمِ مُغَرِّداً
|
|
|
لكانَ الكلامُ العذبُ شَهْداً تَقَطَّرا
|
وإنْ قالَ في شعرِ المُجونِ وَجدْتَهُ
|
|
|
كشِعرِامرِئِ القيسِ الضَّليلِ وأفْجَرا
|
نزارٌ أميرُ الشِّعرِ لايَرقى لهُ
|
|
|
كثيرٌإذا شِعرَ السِّياسةِ فَجّرا
|
وإنْ هو أَرخى لِلقريضِ عِنانَهُ
|
|
|
لَفاقَ بهِ مَنْ خاضَ فيهِ وأبحرا
|
ولكنّهُ بالشِّعرِ يَهبِطُ تارةً
|
|
|
وعَنْ وجهِهِ المشبوبِ بالجِنسِ أسْفَرا
|
يُثيرُ بهِ دنيا الغرائزِ بيننا
|
|
|
ونارَ شبابِ اليومِ بالجِنسِ سَعّرا
|
وأعجبُ مِنْ حُبِّ النساءِ لشاعرٍ
|
|
|
تُباعُ لَديهِ الغانياتُ وتُشْتَرى
|
وما المرأةُ الحمقاءُ إلاعَشيقَةٌ
|
|
|
نزارٌ بها يوماً تَعَشَّى وأفطَرا
|
وما هيَ إلّا دُميَةٌ ملَّ عِشقَها
|
|
|
فأضحَتْ مَراراً عَلقماً بعدَ سُكَّرا
|
صَبا ماصَبا حتّى إذا الشيْبُ راعَهُ
|
|
|
تراجعَ عَنْ حُمْقِ الشَّبابِ وِأدبَرا
|
وراحَ إلى مولاهُ يطلُبُ عَفْوَهُ
|
|
|
ويجأرُ للربِّ الغفورِ ليغفِرا
|
ويرجو مِنَ المختارِ يوماً شفاعةً
|
|
|
إذاما ادلَهَمَّ الأمرُ واجْتَمَعَ الوَرَى
|
وعادَ لِمَدحِ المُصطفى خيرِ مُرسَلٍ
|
|
|
يُكفِّرُ عمّا كان مِنه لِيُعْذَرا
|
فهذا نزارٌ تابَ ربّاهُ توْبَةً
|
|
|
فأدخلْهُ جناتِ النّعيمِ وكَوثَرا
|
إذا قِيلَ في الشَّعراءِ قولٌ فَقولُنا
|
|
|
يحِقُّ لهُ في الشعرِ أنْ يَتَبَخْترا
|
فما الشعرُ إلا غَضْبةٌ مُضرِيَّةٌ
|
|
|
تَشُقُّ حِجابَ الشَّمسِ أو يتفجَّرا
|
وما الشّعرُ إلّا السَّيفُ يفتِكُ بالعِدا
|
|
|
ويمضي بخاصِرَةِالعدُوِّينَ خِنْجَرا
|
إذا ما فُحولُ الشعرِ يوماً تَعثَّروا
|
|
|
نِزارٌ بِفنِّ الشعرِ لنْ يَتعثَّرا
|
إذا ماحَذَفْنا منهُ كُلّ هَناتِهِ
|
|
|
نزارٌ على عَرْشِ القَريضِ تَصدَّرا
|
|
|
|
سوريا مدينة النبك ٢٠٠٥م
-علي أحمد الأديب-
|
|
|
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱
|