﴿ أنا ونزار قباني ﴾

نزارٌ إذا ما قامَ فينا مُهَلْهِلاً

 

 

بشعرٍ رَصينٍ فاقَ بالشعرِ عَنترا

وإنْ هو فينا راحَ يَهذي بشعرِهِ

 

 

لكانَ ابنَ بُردٍ في الفُسوقِ مُصَغّرا

وإنْ راحَ في حُبِّ الشآمِ مُغَرِّداً

 

 

لكانَ الكلامُ العذبُ شَهْداً تَقَطَّرا

وإنْ قالَ في شعرِ المُجونِ وَجدْتَهُ

 

 

كشِعرِامرِئِ القيسِ الضَّليلِ وأفْجَرا

نزارٌ أميرُ الشِّعرِ لايَرقى لهُ

 

 

كثيرٌإذا شِعرَ السِّياسةِ فَجّرا

وإنْ هو أَرخى لِلقريضِ عِنانَهُ

 

 

لَفاقَ بهِ مَنْ خاضَ فيهِ وأبحرا

ولكنّهُ بالشِّعرِ يَهبِطُ تارةً

 

 

وعَنْ وجهِهِ المشبوبِ بالجِنسِ أسْفَرا

يُثيرُ بهِ دنيا الغرائزِ بيننا

 

 

ونارَ شبابِ اليومِ بالجِنسِ سَعّرا

وأعجبُ مِنْ حُبِّ النساءِ لشاعرٍ



 

تُباعُ لَديهِ الغانياتُ وتُشْتَرى

وما المرأةُ الحمقاءُ إلاعَشيقَةٌ

 

 

نزارٌ بها يوماً تَعَشَّى وأفطَرا

وما هيَ إلّا دُميَةٌ ملَّ عِشقَها

 

 

فأضحَتْ مَراراً عَلقماً بعدَ سُكَّرا

صَبا ماصَبا حتّى إذا الشيْبُ راعَهُ

 

 

تراجعَ عَنْ حُمْقِ الشَّبابِ وِأدبَرا

وراحَ إلى مولاهُ يطلُبُ عَفْوَهُ

 

 

ويجأرُ للربِّ الغفورِ ليغفِرا

ويرجو مِنَ المختارِ يوماً شفاعةً

 

 

إذاما ادلَهَمَّ الأمرُ واجْتَمَعَ الوَرَى

وعادَ لِمَدحِ المُصطفى خيرِ مُرسَلٍ

 

 

يُكفِّرُ عمّا كان مِنه لِيُعْذَرا

فهذا نزارٌ تابَ ربّاهُ توْبَةً

 

 

فأدخلْهُ جناتِ النّعيمِ وكَوثَرا

إذا قِيلَ في الشَّعراءِ قولٌ فَقولُنا

 

 

يحِقُّ لهُ في الشعرِ أنْ يَتَبَخْترا

فما الشعرُ إلا غَضْبةٌ مُضرِيَّةٌ

 

 

تَشُقُّ حِجابَ الشَّمسِ أو يتفجَّرا

وما الشّعرُ إلّا السَّيفُ يفتِكُ بالعِدا

 

 

ويمضي بخاصِرَةِالعدُوِّينَ خِنْجَرا

إذا ما فُحولُ الشعرِ يوماً تَعثَّروا

 

 

نِزارٌ بِفنِّ الشعرِ لنْ يَتعثَّرا

إذا ماحَذَفْنا منهُ كُلّ هَناتِهِ

 

 

نزارٌ على عَرْشِ القَريضِ تَصدَّرا

 

 

 

سوريا مدينة النبك ٢٠٠٥م

     -علي أحمد الأديب-  

 

 

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱