يا غَزَّةٌ يا غُلَّةَ الظمآنِ
|
|
|
يا فخرَ أُمَّتِنا على الأزمانِ
|
كالبحرِ صامدةٌ أمامَ عدُوِّنا
|
|
|
تَبَّاً له مِنْ مجرمٍ ثُعبانِ
|
ولَسَوفَ تبقى غزةٌ طولَ المدى
|
|
|
أُهزوجةَ الثّوّارِفي الأوطانِ
|
وتظلُّ غزّةُ في الزّمانِ قصيدةً
|
|
|
حمراءَ تُلْهِبُنا كما البُركانِ
|
وحروفُها تُنْبي بقِصّةِ مجدِها
|
|
|
ثمنُ الشّهادةِ أبهظُ الأَثْمانِ
|
تُوِّجْتِ تاجَ الغارِ يا بلدَ الفِدى
|
|
|
تاجُ البطولةِ أعظمُ التِّيجانِ
|
فلْتنحَنِ الهاماتُ إجلالاً لها
|
|
|
يا غزّةٌ يا فخرَ كُلِّ مكانِ
|
يا غزةَ الشهداءِ يا شمسَ الوَرى
|
|
|
يا نجمةً شَعَّتْ على الأكوانِ
|
أهلوكِ أهلي والجِراحُ بمُقلتي
|
|
|
ودمي يفورُ بداخلِ الشُّريانِ
|
وأبي وأجدادي ينادوني إلى
|
|
|
حَملِ السّلاحِ لِنُصرةِ الإخوانِ
|
أيطيبُ عَيشُكُمُ وإخوتُكُمْ هنا
|
|
|
في غزةٍ يُصْلَوْنَ بالنّيرانِ؟
|
وتَمَزُّقُ الأشلاءِ تختلطُ الدِّما
|
|
|
لا تُعرَفُ الأنثى مِنَ الصِّبيانِ
|
وأبٌ يجوبُ مفتِّشاً عن طفلِهِ
|
|
|
وفؤادُهُ جمرُ الغَضا اللهبانِ
|
والأُمُّ تجري والعيونُ قريحةٌ
|
|
|
لا فرقَ بينَ البَرِّ والشُّطْآنِ
|
فإلى متى يا عُرْبُ طالَ سُباتُكُمْ
|
|
|
وإلى متى تَبْقَوْنَ كالجُرذانِ
|
هُبّوا منَ الأجداثِ وامتَشِقوا القَنا
|
|
|
واجْلوا السيوفَ لوقعةِ الشُّجعانِ
|
فقِسِيُّكُمْ صَدِئَتْ رؤوسُ نِبالِها
|
|
|
ورماحُكُمْ أضحتْ بغيرِ سِنانِ
|
ويقودُنا للنصرِ في يومِ اللقا
|
|
|
لَيْثٌ كخالدَ فارِسِ الفُرسانِ
|
بوشُ اللعينُ يسيرُ في دربِ الخَنا
|
|
|
ومصيرُهُ للخِزيِ والخِذلانِ
|
و كذا الصهاينةُ اللِئامُ قلوبُهُمْ
|
|
|
أقسى منَ الحجرِ الصَّفا الصَّوّان
|
وعدُوُّنا لنْ يَرعَوي عن غَيِّهِ
|
|
|
إلّا بعَضْبٍ صارِمٍ و يَماني
|
وبوَحدةٍ عربيَّةٍ تحمي الحِمى
|
|
|
ومبادِئِ الإسلامِ والقرآن
|
والدمعُ لا يُجْدي فلا كانَ البُكا
|
|
|
لكنّ جُرْحَكِ غزةٌ أبكاني
|
لن يُرْجِعَ الشعراءُ حقّاً ضائعاً
|
|
|
ولذاكَ إني قد قطعْتُ لساني
|
|
|
|
قلتها في حصار غزة
|
|
|
عام ٢٠٠٨م
|
|
|
سوريا. مدينة النبكْ
-علي أحمد الأديب-
|
|
|
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱
|