الحبُّ في أعلى مظاهِرِه و معانِيه ( الحبُّ المُتسامي) و حتّى لا يقال: إنّي لا أُحسنُ الغَزلَ
﴿ الحبُّ المُتسامي ﴾
ما أنتِ سَلمى و لكنْ أنتِ جُلْنارُ
يا لهفَ قلبيْ إلى لُقياكِ جُلْنارُ
ألقاكِ و اللَّيلُ قد أرخى ذَوائِبَهُ
طُلْ أيُّها اللّيلُ إنَّ اللّيلَ سَتَّارُ
إنِّي مَشُوقٌ وَ صَبٌّ والهٌ دَنِفٌ
و الشَّوقُ للنَّارِ في الأحشاءِ سَعَّارُ
إنْ كانَ شَوقي دُموعاً حَرَّةً فأنا
مُتَيَّمٌ عاشِقٌ أضْنَتْهُ أسرارُ
لقدْ كَتمْتُ هَواها و الهَوى قَدَرٌ
هيَ المَهيبةُ ذاتُ الدَّلِّ مِعطارُ
و لَنْ أبوحَ بهِ مَهما تَهيَّمَني
و منْ نعيمِ الهوى أختارُ أقساهُ
أريدُ حُبَّاً و أشواقاً مُبرِّحةً
فالحُبُّ إنْ لمْ يُبَرِّحْ فهْوَ مِهْذارُ
مِنِّي إذا اقتربَتْ ماتَ الهوى خَجَلاً
و إنْ هيَ ابتعَدَتْ هاجَتْ بِيَ النَّارُ
و إنْ بِطَرْفٍ خَفِيٍّ عَايَنَتْ أَرَقي
تَثاقلَتْ فإذا بالقلْبِ خَوَّارُ
و إنْ مررْتُ بِها زادَتْ تثاقُلَها
أُحِبُّها لا تَلُمْ فاللّومُ قَهَّارُ
كمْ أَشْتَهي الوَصلَ مِنْ سَلمى فيُعْجِزُني
فدونما الوصلِ أهوالٌ و أخْطارُ
أطوفُ حولَ حِماها مُوجَعاً خَبِلاً
أريجُها شَممي و المِسْكُ فوَّارُ
ما قيسُ ليلى يُداني حالتي وَلَهاً
و لا جَميلٌ إذا شَطَّتْ به الدَّارُ
بِقفرةٍ كمْ أنا أشتاقُ رُؤْيَتَها
لا خِلَّ فيها و لا أهلٌ و لا جارُ
و مِنْ حديثِ الهَوى نخْتارُ أعذَبَهُ
نُكرِّرُ القَولَ أحلى القولِ تَكرارُ
إنْ كان حُبُّ الفتى هَذْراً و تَسْلِيَةً
إنَّ المُحِبَّ بهذي الحالِ غَدّارُ
أُحِبُّها و النُّجومُ الزُّهرُ شاهدةٌ
هي المَصونةُ و الأهلونَ أخيارُ
تَنَفَّسَ الصُّبحُ يُفشي سِرَّ مَجلِسِنا
فأفصحَ الصبحُ لا إثمٌ ولا عارُ
أنا المُتَيَّمُ ما أنْفَكُّ أعشَقُها
أمُّ البنينَ على الأيّامِ جُلْنارُ
سوريا-مدينة النبك
٢٠٠٩م
-علي أحمد الأديب-
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱