﴿ العَشيقَةُ الضّارةُ ﴾

عشِقْتُكِ يافِعاً غَضَّ الإهابِ

 

 

أُفاخِرُ فيكِ ما بينَ الشّبابِ

أُداعِبُ ثَغْرَكِ الغَضَّ المُحَنّى

 

 

وأَلْثُمُ ظامِئَاً عَذْبَ الرُّضابِ

وأَذْكُرُ يومَ كُنْتُ وكانَ خِلِّي

 

 

يُجاذِبُني اللُّفافَةَ في ارْتِيابِ

ولمّا أَنْ تَمَكَّنَ في فُؤادي

 

 

هَواها صِرْتُ قَيْساً في العَذابِ

ورُحْتُ و راءَها أجري حَثيثاً

 

 

وأشريها بأكلي والشّرابِ

وأجري خلفَها عبْداً ذليلاً

 

 

وأتبعُها ولو خلْفَ السّحابِ

وأبذُلُ في هواها كُلَّ غالٍ

 

 

فلا ألقى سِوى ماءِ السَّرابِ

ولمّا أنْ شَبَبْتُ وصِرتُ كَهْلاً

 

 

سقتْني ريقَها سُمَّ اللُعاب

وصارَ فمي إذاما مَسَّ فاها

 

 

كَمِثْلِ العلقَمِ المُرِّ المُذابِ

ورائِحةٍ يفِرُّ النّاسُ منها

 

 

وأسنانٍ مُصَفَّرَةٍ ونابِ

وبينَ النّاسِ أخْجَلُ مِنْ سُعالٍ

 

 

وتُفْسِدُ لي أخي بِيضَ الثِّيابِ

وخانتْني الخبيثَةُ حيثُ عضّتْ

 

 

شراييني بأنيابِ الذِّئابِ

لذا طلَّقْتُها مِنْ غيرِ رَجْعٍ

 

 

ويَشهدُ خالقي ربُّ الكِتاب

تموتُ لأجلِها مَوْتاً بطيئاً

 

 

وتحملُ وِزْرَها يومَ الحِسابِ

حَذارِ أُخَيَّ مِنْ سُمٍّ زُعافٍ

 

 

أشَدَّ عليكَ مِنْ كَلَبِ الكِلابِ

عجِبْتُ لِعاشِقٍ قدْ راحَ يَرْمي

 

 

عشيقَهُ بالسِّهامِ وبالحِرابِ

ولمْ يحْفَظْ لعاشِقِهِ وِداداً

 

 

يَضُرُّهُ في الذّهابِ وفي الإيابِ

هيَ السّيجارةُ المَنْصوصُ عنها

 

 

حرامٌ في الحديثِ وفي الكتابِ

أتَحْرِقُ كُلَّ يومٍ بَعْضَ مالٍ؟

 

 

لَعَمْري ليسَ عِنْدَكَ مِنْ جوابِ

هداكَ اللهُ اِرْجِعْ عنْ جُنونٍ

 

 

وعُدْ للرُّشْدِ والأمرِ الصَّوابِ

 

سوريا - مدينة النبك 

 

٢٠٠٧ م

    -علي أحمد الأديب-  



 

 

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱