نورٌ أضاءَ فَبدَّدَ الظُّلُماتِ
|
|
|
و سَرَى يَشُقُّ غَياهِبَ الفَلواتِ
|
لمَّا أطلَّ على الوجودِ محمّدٌ
|
|
|
غَنَّى الوجودُ بِأعذبِ النَّغَماتِ
|
و الشّاعرُ المفتونُ راحَ مُوَقِّعاً
|
|
|
لحنَ الخُلودِ بِأجملِ الكَلماتِ
|
في مكّةَ الغرّاءِ قد وُلِدَ الهُدى
|
|
|
فهَوتْ عُروشُ البَغيِ مُنْفَطِراتِ
|
و الخيرُ قد عَمَّ الجزيرةَ كُلَّها
|
|
|
فغدا اليَبابُ حدائقاً نَضِراتِ
|
و الخِصْبُ يَسري حيثُ سارَ محمّدٌ
|
|
|
فحَليمةٌ نالتْ به البرَكاتِ
|
و تَرعرَعَ الهادي مَصُوناً طاهراً
|
|
|
مِنْ كلِّ رِجْسٍ شاعَ أو نَزَواتِ
|
و مشى على سُنَنِ الهُدى مُتَحنِّثاً
|
|
|
و النّاسُ غرقى في دُجَى الظُّلُماتِ
|
خَمرٌ يُعاقِرُهُ السَّراةُ و مَيْسِرٌ
|
|
|
و مظالمٌ تَتْرى وَ وَأْدُ بناتِ
|
و عبادةُ الأوثانِ يا لَحَمَاقَةٍ
|
|
|
أحِجارةٌ تُرْجى لِدَفعِ أذاةِ؟
|
اللهُ هيَّأَ للرسالةِ أحمداً
|
|
|
فَحماهُ مِنْ زيغٍ و مِنْ هَفَواتِ
|
في الغارِ يَنتظِرُ الملاكَ مِنَ السَّما
|
|
|
يأتيهِ بالخيراتِ و الرّحَماتِ
|
جبريلُ يَهتِفُ بالحبيبِ محمدٍ
|
|
|
اقرأْ و كُنْ مُتَدبِّرَ الآياتِ
|
فيُجيبُهُ المُختارُ لَسْتُ بِقَارئٍ
|
|
|
ما كُنْتُ ذا قلمٍ و لا وَرَقاتِ
|
قُمْ وادعُ للإسلامِ أصحابَ النُّهى
|
|
|
و اصدَعْ بأمرِ الله في النَّدَواتِ
|
و يقومُ حِبُّ الله مُعتمداً على
|
|
|
ربِّ البَرايا ثابتَ الخُطُواتِ
|
فدعا إلى التّوحيدِ أقربَ أهلهِ
|
|
|
و دعا رِجالاً إخوةً و ثِقاتِ
|
فإذا ثلاثةُ خُلَّصٍ وَثِقوا به
|
|
|
صِدِّيقُنا المِقدامُ في الأزَماتِ
|
و خديجةٌ خيرُ النّساء و أمُّنا
|
|
|
أعطتْ حبيبَ الله كُلَّ ثَباتِ
|
و عليُّنا أكرِمْ به من يافعٍ
|
|
|
كبشِ الفِداءِ و حامِلِ الرَّاياتِ
|
و التمّ شملُ العُرْبِ بعد تَفَرُّقٍ
|
|
|
و تَوَحَّدوا من بعدِ طولِ شَتاتِ
|
فتحوا البِلادَ فَأثْمرتْ راياتُهُمْ
|
|
|
عدلاً و إحساناً و طَوْقَ نَجاةِ
|
يا أيُّها العُرْبُ المُمزَّقُ شَمْلُكُمْ
|
|
|
فعلى التَّمزُّقِ أسْبِلوا العَبَراتِ
|
عودوا إلى الشّرعِ القويمِ فإنّهُ
|
|
|
يُحيي القُلوبَ السّودَ بعد مَواتِ
|
فهُوَ الدّواءُ لِضَعْفِكُمْ و شَتاتِكُمْ
|
|
|
و هُوَ المُعِزُّ يَقيلُ مِنْ عثَراتِ
|
هذا هوَ الغربُ الحقودُ كما يُرَى
|
|
|
للنّاسِ في أطماعِهِ القَذِراتِ
|
كشفَ اللّثامَ فَصِرْتَ تقرأُ وجهَهُ
|
|
|
اللّؤمُ بادٍ واضِحُ القَسماتِ
|
ياأيُّها الغَربيُّ حِقدُكَ واضحٌ
|
|
|
حتى على الفِتيانِ و الفَتَياتِ
|
تُعطي لإسرائيلَ كلَّ مَعونَةٍ
|
|
|
و نعيشُ نحنُ العُرْبَ في نَكَباتِ
|
لا لنْ يطولَ الأمرُ إنّا أمّةٌ
|
|
|
قَصَمتْ قديماً ظهرَ كلِّ غُزاةِ
|
الفارِسُ العربيُّ حَطَّمَ قيدَهُ
|
|
|
و سلاحُهُ القرآنُ في الغَزَواتِ
|
و إمامُهُ الكرّارُ حيدرُ أمّتي
|
|
|
و السّيفُ خالدُ صاحِبُ القُدُراتِ
|
و صلاحُ في حِطينَ حرّرَ قُدسَنا
|
|
|
و غدَتْ جيوشُ البَغْيِ مُندَحِراتِ
|
و تَمزَّقَتْ راياتُهُمْ و أُنوفُهُمْ
|
|
|
و الأُمّهاتُ تَفَرَّقَتْ ثَكِلاتِ
|
ربّاهُ فارفعْ أمّةً مِنْ ضَعْفِها
|
|
|
و بحقِّ ما أنزلْتَ مِنْ آياتِ
|
و احفظْ عَلَيْنا دينَنا وَ يَقينَنا
|
|
|
وأَدِمْ عَلينا نِعمةَ الصّلواتِ
|
و ادفَعْ عنِ الإسلامِ كلَّ بَليّةٍ
|
|
|
في كُلِّ أرضٍ و اكْشِفِ الكُرُباتِ
|
أنتَ المُرجَّى يا إلهي دائماً
|
|
|
إمّا ادْلَهَمَّ الخَطْبُ في العَتَماتِ
|
ياربِّ صَلِّ على النّبيِّ محمّدٍ
|
|
|
ما أشرقَتْ شمسٌ على الأَكَماتِ
|
و الآلِ و الصّحبِ الكِرامِ أولي النُّهى
|
|
|
أهلِ المقامِ و سادةِ السّاداتِ
|
لانصرَ إلّا أنْ نعودَ لِدينِنا
|
|
|
فهُوَ الطّريقُ و أنْجَعُ الطُّرُقاتِ
|
سوريا-النبك
١٩٩٣م
|
|
|
-علي أحمد الأديب -
|
|
|
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱
|