ستُّونَ مرَّتْ كمِثْلِ اللَّمحِ بالبصرِ
|
|
|
لمْ يبْقَ منها سِوى الأطيافِ والصُّورِ
|
فكم شربْتُ كُؤوسَ الحُبِّ مُترَعةً
|
|
|
وكم لقِيتُ على الأيامِ من ضررِ
|
ستون كم لذَّةٍ ولَّتْ عُذوبتُها
|
|
|
وخلَّفتْ أثراً يدعو إلى الكَدَرِ
|
وزَلَّةٍ ليسَ إلّا اللهُ يغفِرُها
|
|
|
ربٌّ غفورٌ لِمَنْ ناجاهُ في السّحَر
|
ستونَ يا ويلَتي والشَّيْبُ يُنذرُني
|
|
|
أنّ السّفينةَ قد آلَتْ على السَّفرِ
|
والزّادُ جِدُّ قليلٍ كيفَ يُوصِلُني
|
|
|
إلى النِّهايةِ بلْ إنّي لَفي خَطَرِ
|
ستونَ والجسمُ قد شاخَتْ مَفاصِلُهُ
|
|
|
والقلبُ مُضْطربُ الخَفْقاتِ في خَوَرِ
|
غداً قريباً إذا ما المَوتُ فاجَأنا
|
|
|
وَغُيِّبَ الناسُ في الأرْماسِ والحُفَرِ
|
يُساقُ يوْمَئِذٍ كلُّ الوَرى زُمَراً
|
|
|
إلى نعيمٍ مُقيمٍ أو إلى سَقَرِ
|
ورايةُ الحَمْدِ والمُختارُ يحْملُها
|
|
|
وخَلفَهُ النّاسُ أمواجاً من البَشرِ
|
وكُلُّهم يبتغي وِرْداً على ظَمَأٍ
|
|
|
من ذلك الحَوْضِ حوضِ المُصطفى العَطِر
|
ستون يا حَسْرتَا نِصفُ الرّفاقِ مَضَوْا
|
|
|
ونحن خلفَهُمُ نمضي على الأثَرِ
|
فكمْ حبيبٍ وكمْ خِلٍّ فُجِعْتُ بهِ
|
|
|
أبكي عليهِمْ دَماً ما طالَ بي عُمُري
|
أزورُ قبرَهُمُ أبكي الوِدادَ وقد
|
|
|
صاروا رَميماً وراءَ الصّخرِ والحجَر
|
إنّي على الموتِ صَبّارٌ وذو جَلَدٍ
|
|
|
وذاكَ عهدُ ذَوي الإيمانِ بالقَدَرِ
|
ما بالُنا عنْ لقاءِ اللهِ غافلةٌ
|
|
|
قُلوبُنا فهْيَ في سُكْرٍ وفي خَدَرِ
|
تزوَّدوا بالتُّقى فاللهُ يَكْلَؤُكُمْ
|
|
|
يومَ الإنابةِ من خِزْيٍ ومن غِيَرِ
|
وَلْنخْشَ يوماً عَصيباً لا مَرَدَّ لهُ
|
|
|
في ذلكَ اليومِ لا عذراً لمُعتذِرِ
|
ستون أبكي بها الأيّامَ ضائِعَةً
|
|
|
في اللهوِ أوْ في سَماعِ النّايِ والوتَرِ
|
أوّاهُ أوّاهُ إني نادمٌ أبَداً
|
|
|
على شبابٍ مضى في الكِبْرِ والبَطَرِ
|
وأسأَلُ اللهَ ربّي منهُ مَغفِرةً
|
|
|
بحقِّ أحمَدَ والقرآنِ والسُّوَرِ
|
دُنيايَ طلَّقْتُها من أجلِ آخرةٍ
|
|
|
فيها نَعيمٌ مُقيمٌ غَيْرُ مُنحَسِرِ
|
فيها سَنَلْقى نَبِيَّ اللهِ سَيِّدَنا
|
|
|
روحي الفداءُ لوجهِ المُصطفى النَّضِرِ
|
|
|
|
إني على العهدِ ربّي لا أبَدِّلُهُ
|
|
|
بالبيتِ أقسمُ والأركانِ والحَجَرِ
|
وأبتغي الدّارَ دارَ الخُلدِ لي سَكَناً
|
|
|
في ظِلِّ عرشِ مليكٍ جِدِّ مُقْتَدِرِ
|
هُناكَ لا حاقِدٌ لا حاسِدٌ أبداً
|
|
|
ولا تَجاوزَ أوْ ظُلماً على بشَرِ
|
رَبّاهُ فاغفِرْ ذُنوبي إنها عَظُمَتْ
|
|
|
بجاهِ أحمدَ خيرِ البَدْوِ والحَضَرِ
|
١٩٩٨م
-علي أحمد الأديب-
|
|
|
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱
|