﴿ في انتفاضة القدس ﴾

قَدَّسْتُ فيكم أَحبَّائي الدَّمَ العَطِرا

 

 

و رُحْتُ بعد إلهي أُكْبِرُ الحَجَرا

تلكَ الحِجارةُ من سِجِّيلَ تحملُها

 

 

طيرٌ أبابيلُ فوها يبصُقُ الشَّرَرا

تلكَ الحِجارةُ لم تُخْلَقْ لِأبنيةٍ

 

 

لكنْ لتسحقَ ذاك الفاجِرَ القَذِرا

بُوركْتِ تلكَ الزُّنودُ السُّمْرُ ما بَرِحَتْ

 

 

تُعمِّقُ الرُّعبَ في الأعداءِ و الخَورا

علَّمْتُمُ النَّاسَ يا أبناءَ أمَّتِنا

 

 

كيف الشهيدُ بنا يَسْتَعْذِبُ القَدَرا

أبناءُ صِهْيَونَ و الإجرامُ في دَمهمْ

 

 

لَيْسوا بِأخلاقِهِمْ بين الوَرى بَشَرا



 

بل همْ ذِئابٌ فلا دينٌ و لا خُلُقٌ

 

 

و الغَدرُ طبعُهُمُ يا صاحِ كُنْ حَذِرا

شارونُ باراكُ بنيامينُ كلُّهُمُ

 

 

حتى الرَّضيعُ على فعلِ الخَنا فُطِرا

آباؤُهُمْ قبلَهُمْ خانوا النبيَّ و قد

 

 

كانَ النِّفاقُ لهُمْ طبعاً و مستَتَرَا

تلك المجازرُ لن ننسى مرارَتَها

 

 

يا ويْلَكُمْ سوفَ نُجري دمَّكُمْ نَهَرا

تركْتُمُ الطِّفلَ أشلاءً مُمَزَّقَةً

 

 

و الأمَّ ثَكْلى تُعاني الحُزنَ و الضَّرَرا

تلك الدِّماءُ دماءُ الأبرياءِ فقدْ

 

 

روَّتْ تُراباً طَهوراً زاكياً و ثَرى

جنَّاتُ عَدْنٍ لنا و النَّارُ موعِدُكُمْ

 

 

و سوفَ تُصْلَوْنَ يا شَرَّ الوَرى سَقَرا

وعدٌ لنا من رسولِ الله قائدِنا

 

 

أن يُهزَمَ المُجرِمُ الجاني و يندَحرا

يا مجرمونَ اقْرَؤُوا التّاريخَ سوف تَرَوْا

 

 

عن قدسِنا كلُّ غازٍ فرَّ و انْدَثَرا

أينَ الفِرنجةُ بل أين التَّتارُ و مَنْ

 

 

قد لفَّ لفَّهُمُ صاروا لنا خَبرا

و سوف نجلوكُمُ يا مجرمون غداً

 

 

عن قدسِنا طالَ ذاكَ العهدُ أم قَصُرا

و سوفَ تُسْبَوْنَ عن أرضٍ مقدسةٍ

 

 

كأنَّما (بُخْتُنَصَّرْ)بينكمْ حضَرا

أو عاد فيها صلاحُ الدينِ ثانيةً

 

 

يُحرِّر المسجدَ الأقصى الذي هُصِرا

و يومَها تُصبِحُ الدُّنيا مُزغرِدةً

 

 

فيها نُمتِّعُ منّا السَّمعَ و البَصرا

يا قاتلي الأنبياءِ الظالمينَ لهم

 

 

كنتُمْ و لا زِلْتُمُ بين الوَرى غُدُرا

ما تفعلون إذا مالَ الزَّمانُ بكم؟

 

 

يا شرَّ ما خلقَ الرَّحمنُ أو فَطَرا

إنْ جُلْتُمُ بيننا بالباطلِ انْتَظِروا

 

 

يوماً كخيْبرَ تُضْحِيْ دُوْرُكُمْ عِبَرا

و سوف تَلْقَوْنَ آساداً غَطارِفةً

 

 

كأنهم في حِمامِ الموتِ أُسْدُ شَرى

جَيشُ العروبةِ و الإسلامِ مُجتمِعاً

 

 

في حربِكُم سوف لن يُبقيْ و لن يَذَرا

يا قدسُ كم شاعرٍ غنَّى على وَتَرٍ

 

 

و كم بليغٍ بكاكَ الدَّمعَ مُنْهمِرا

لا يعدلونَ دمَ (العِرعِير)بل دمُهُ

 

 

يفوقُ مَنْ نَظَمَ الأشعارَ أو نَثَرا

ياقادةَ العُرْبِ و الإسلامِ آنَ لكم

 

 

إلى متى سوفَ يبقى الشَّعبُ مُنتظِرا

ضجَّ الكلامُ و راحَ الشِّعرُ مُعتذِراً

 

 

بِعنا الكلامَ و بِعنا الشِّعرَ و الوَتَرا

كلُّ الدّواوينِ لمْ تُفلِحْ قصائِدُها

 

 

بيعوا دواوينَكُم و اشْرُوا بها حَجَرا

و حطِّموا وَتَراً غنَّى الرِّفاقُ به

 

 

أُنْشودةَ السِّلمِ أضْحى السِّلمُ مُندَثِرا

أتطمعونَ بتطبيعٍ يكونُ لكُمْ

 

 

فيهِ نعيمٌ إذاً فلتُطْفِئوا القَمرا

هذا لَعَمري مُحالٌ تَحلُمونَ به

 

 

 

فَمَنْ يُصافِحُ ذِئْباً غادراً قَذِرا؟

 

فأجْمِعوا الرأيَ و امْشُوا زاحِفينَ إلى

 

 

تَحْطيمِ غازٍ و فُكُّوا منهُمُ الأُسَرَا

و حرِّروا المسجدَ الأقصى على عَجَلٍ

 

 

و اسْترجِعوا منهمُ الحقَّ الذي هُدِرا

ثمَّ ارفعوا رايةَ التَّحريرِ داميةً

 

 

على ذُرا القدسِ كي نجلو بها النَّظرا

و الليلُ مهما يَطُلْ لا بُدَّ من سَحَرٍ

 

 

و نحنُ نرقُبُ يوماً ذلك السَّحَرا

(العرعير):فدائيٌّ فجر نفسه على دراجته

في ثمانينيات القرن الماضي

 

النبك – سوريا

     -علي أحمد الأديب-   

 

 

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱