قَدَّسْتُ فيكم أَحبَّائي الدَّمَ العَطِرا
|
|
|
و رُحْتُ بعد إلهي أُكْبِرُ الحَجَرا
|
تلكَ الحِجارةُ من سِجِّيلَ تحملُها
|
|
|
طيرٌ أبابيلُ فوها يبصُقُ الشَّرَرا
|
تلكَ الحِجارةُ لم تُخْلَقْ لِأبنيةٍ
|
|
|
لكنْ لتسحقَ ذاك الفاجِرَ القَذِرا
|
بُوركْتِ تلكَ الزُّنودُ السُّمْرُ ما بَرِحَتْ
|
|
|
تُعمِّقُ الرُّعبَ في الأعداءِ و الخَورا
|
علَّمْتُمُ النَّاسَ يا أبناءَ أمَّتِنا
|
|
|
كيف الشهيدُ بنا يَسْتَعْذِبُ القَدَرا
|
أبناءُ صِهْيَونَ و الإجرامُ في دَمهمْ
|
|
|
لَيْسوا بِأخلاقِهِمْ بين الوَرى بَشَرا
|
بل همْ ذِئابٌ فلا دينٌ و لا خُلُقٌ
|
|
|
و الغَدرُ طبعُهُمُ يا صاحِ كُنْ حَذِرا
|
شارونُ باراكُ بنيامينُ كلُّهُمُ
|
|
|
حتى الرَّضيعُ على فعلِ الخَنا فُطِرا
|
آباؤُهُمْ قبلَهُمْ خانوا النبيَّ و قد
|
|
|
كانَ النِّفاقُ لهُمْ طبعاً و مستَتَرَا
|
تلك المجازرُ لن ننسى مرارَتَها
|
|
|
يا ويْلَكُمْ سوفَ نُجري دمَّكُمْ نَهَرا
|
تركْتُمُ الطِّفلَ أشلاءً مُمَزَّقَةً
|
|
|
و الأمَّ ثَكْلى تُعاني الحُزنَ و الضَّرَرا
|
تلك الدِّماءُ دماءُ الأبرياءِ فقدْ
|
|
|
روَّتْ تُراباً طَهوراً زاكياً و ثَرى
|
جنَّاتُ عَدْنٍ لنا و النَّارُ موعِدُكُمْ
|
|
|
و سوفَ تُصْلَوْنَ يا شَرَّ الوَرى سَقَرا
|
وعدٌ لنا من رسولِ الله قائدِنا
|
|
|
أن يُهزَمَ المُجرِمُ الجاني و يندَحرا
|
يا مجرمونَ اقْرَؤُوا التّاريخَ سوف تَرَوْا
|
|
|
عن قدسِنا كلُّ غازٍ فرَّ و انْدَثَرا
|
أينَ الفِرنجةُ بل أين التَّتارُ و مَنْ
|
|
|
قد لفَّ لفَّهُمُ صاروا لنا خَبرا
|
و سوف نجلوكُمُ يا مجرمون غداً
|
|
|
عن قدسِنا طالَ ذاكَ العهدُ أم قَصُرا
|
و سوفَ تُسْبَوْنَ عن أرضٍ مقدسةٍ
|
|
|
كأنَّما (بُخْتُنَصَّرْ)بينكمْ حضَرا
|
أو عاد فيها صلاحُ الدينِ ثانيةً
|
|
|
يُحرِّر المسجدَ الأقصى الذي هُصِرا
|
و يومَها تُصبِحُ الدُّنيا مُزغرِدةً
|
|
|
فيها نُمتِّعُ منّا السَّمعَ و البَصرا
|
يا قاتلي الأنبياءِ الظالمينَ لهم
|
|
|
كنتُمْ و لا زِلْتُمُ بين الوَرى غُدُرا
|
ما تفعلون إذا مالَ الزَّمانُ بكم؟
|
|
|
يا شرَّ ما خلقَ الرَّحمنُ أو فَطَرا
|
إنْ جُلْتُمُ بيننا بالباطلِ انْتَظِروا
|
|
|
يوماً كخيْبرَ تُضْحِيْ دُوْرُكُمْ عِبَرا
|
و سوف تَلْقَوْنَ آساداً غَطارِفةً
|
|
|
كأنهم في حِمامِ الموتِ أُسْدُ شَرى
|
جَيشُ العروبةِ و الإسلامِ مُجتمِعاً
|
|
|
في حربِكُم سوف لن يُبقيْ و لن يَذَرا
|
يا قدسُ كم شاعرٍ غنَّى على وَتَرٍ
|
|
|
و كم بليغٍ بكاكَ الدَّمعَ مُنْهمِرا
|
لا يعدلونَ دمَ (العِرعِير)بل دمُهُ
|
|
|
يفوقُ مَنْ نَظَمَ الأشعارَ أو نَثَرا
|
ياقادةَ العُرْبِ و الإسلامِ آنَ لكم
|
|
|
إلى متى سوفَ يبقى الشَّعبُ مُنتظِرا
|
ضجَّ الكلامُ و راحَ الشِّعرُ مُعتذِراً
|
|
|
بِعنا الكلامَ و بِعنا الشِّعرَ و الوَتَرا
|
كلُّ الدّواوينِ لمْ تُفلِحْ قصائِدُها
|
|
|
بيعوا دواوينَكُم و اشْرُوا بها حَجَرا
|
و حطِّموا وَتَراً غنَّى الرِّفاقُ به
|
|
|
أُنْشودةَ السِّلمِ أضْحى السِّلمُ مُندَثِرا
|
أتطمعونَ بتطبيعٍ يكونُ لكُمْ
|
|
|
فيهِ نعيمٌ إذاً فلتُطْفِئوا القَمرا
|
هذا لَعَمري مُحالٌ تَحلُمونَ به
|
|
|
فَمَنْ يُصافِحُ ذِئْباً غادراً قَذِرا؟
|
فأجْمِعوا الرأيَ و امْشُوا زاحِفينَ إلى
|
|
|
تَحْطيمِ غازٍ و فُكُّوا منهُمُ الأُسَرَا
|
و حرِّروا المسجدَ الأقصى على عَجَلٍ
|
|
|
و اسْترجِعوا منهمُ الحقَّ الذي هُدِرا
|
ثمَّ ارفعوا رايةَ التَّحريرِ داميةً
|
|
|
على ذُرا القدسِ كي نجلو بها النَّظرا
|
و الليلُ مهما يَطُلْ لا بُدَّ من سَحَرٍ
|
|
|
و نحنُ نرقُبُ يوماً ذلك السَّحَرا
|
(العرعير):فدائيٌّ فجر نفسه على دراجته
|
في ثمانينيات القرن الماضي
|
النبك – سوريا
-علي أحمد الأديب-
|
|
|
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱
|