﴿ أحبُّ في النَّبْك (١٩٩٠)﴾

النَّبْكُ مدينتي ومن لا يحبُّ

بلده لا يحبُّ وطنه

يانَبْكُ يامَوْئلَ الأحرارِ يابلدي

 

 

غنَّيْتُكِ الحبَّ من قلبي ومن كبدي

أنتِ الجمالُ فما أنْفَكُّ أعشَقُهُ

 

 

قلبي بحبِّك مرهونٌ إلى الأبدِ

قد كنتِ ظِئْراً لثوّارٍ غطارفةٍ

 

 

ومن عرينِكِ ثارَ الناسُ كالأُسُدِ

أرْبكْتِ(غورو)و(ديكولاً)وشِرْذِمةً

 

 

من الفِرَنْجَةِ باتوا الليلَ في سَهَدِ

وفُرِّقواشَذراً في كلِّ ناحيةٍ

 

 

فوقَ الهضابِ وفي الأغوار والنُّجُدِ

عادُوا عن النَّبك مدحورين يتبعُهُمْ

 

 

أبطالُنا وفُلولُ البَغْيِ في كَمَدِ

 

فأمطروكِ لظىً من نارِ حِقْدِهُمُ

 

 

جاءَتْ على الشيْخِ والمحمومِ والولدِ

ثمَّ استباحُواحمى أرضٍ مطهَّرةٍ

 

 

قد خابَ فألُهُمُ فالعِرْضُ لم يُصَد

أحفادُهمْ نفسُهُمْ مازال دأبَهُمُ

 

 

قتلُ الشعوب ليحيا الغَرْبُ في رَغَدِ




⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱

 

*في البيت الرابع إلى البيت الثامن : إشارة إلى معركتين في النبك ضد الفرنسيين عام ١٩٢٥ سُمِّيتا معركتي ( الهدومة)

 

قالوا أفي النبكِ شيءٌ تُسْتَحَبُّ له

 

 

فقلْتُ مهلاً فؤادي شاهدٌ ويدي

أحبُّ في النبكِ آباءً ذَوي هِمَمٍ

 

 

شُمَّ العَرانينِ لا يُحْصَوْن في العَددِ

أحبُّ في النبكِ عاداتٍ موَرَّثةً

 

 

عن الجُدودِ فصونوها من البَدَدِ

قد ورَّثونا إباءً زانَهُ كرَمٌ

 

 

فعن طريقِهِمُ الموروثِ لم نحِدِ

أكرمْ بنبكٍ إذا القَلْمونُ آلَمَهُ

 

 

خطْبٌ يقولُ رجالُ النبك مُعْتَمَدي



 

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱

 

أحبُّ في النبكِ فتياناً عَمالقةً

 

 

بَنَوْا لأنْفسِهِم مجداً بلا عَمَدِ

جابُوا البلادَ طموحاًلايُنازعُهُم

 

 

شوقٌ إلى الأهلِ أو شوقٌ إلى البلدِ

هم كالسُّنونو فمهما طال بُعْدُهُمُ

 

 

عادوا إلى الوطَنِ القَتَّالِ والمُهُدِ

كأنّهُمْ حينما في الأرضِ قدْ ضَربُوا

 

 

أسْدٌ بأعناقِها شُدَّت إلى وَتِدِ

 

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱

 

 

 

فُتِنْتُ في غانياتِ النبك هُنَّ على

 

 

مرِّ الزمانِ مثالُ الطُّهْرِ والغَيَدِ

فُتِنْتُ فيهنَّ يَبْنينَ الشَّبابَ على

 

 

حُبِّ الفداءِ وتقوى الواحدِ الأحدِ

فتِنْتُ فيهنَّ أسْماءً وفاطمةً

 

 

ومثلُهُنَّ نساءُ القومِ لم تلدِ

 

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱

 

 

 

 

 

 

أحبُّ في النبك صيفاً لامثيلَ لَهُ

 

 

فمثلُه في نواحي الأرضِ لم أجدِ

أحبُّ في النبك فجراً مشرقاً عَبِقاً

 

 

أحبُّ فيها شتاءَ الثَّلجِ والبَرَدِ

أحبُّ في النبك ماءَ الخُلْدِ أنْهلُهُ

 

 

عَذْباً فُرَاتاً شِفاءَ الروحِ والجسدِ

أحبُّ في النبكِ وُهْداناً ورابيةً

 

 

وهِمْتُ في دَوْحِها والبُلْبلِ الغَرِدِ

أحبُّ في النبكِ إن نافسْتَني يَبَساً

 

 

مَعَ الشِّنانِ ومعْ حِرْمِلِّها النَّكِدِ

إنْ لامني الناسُ في حبِّي فلومُهُمُ

 

 

عن جَهلِهِمْ بفُنونِ الحُبِّ أو حَسَدِ

 

 

*الشِّنان والحِرْمِلّ: نباتان صحراويان

      -علي أحمد الأديب-   

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱