من ديواني الثاني

( نشيدُ الألم و الأمل)

﴿ فتاةٌ متحجبةٌ تدافعُ عن حجابِها ﴾

أرى السوءَ ممّا في التبرُّجِ باديا

 

 

فأورثَنا فيما تَرَوْنَ المَخازيا

فكانَ لزاماً  أن أعودَ لِفطْنتي

 

 

وديني وإيماني الذي كانَ واعيا

فكانَ حِجابي حِشمةً وتعفُّفاً

 

فمَنْ يحتشمْ يُرضِ الإلهَ المعافيا

وإني تجلببْتُ امتثالاً لأمرهِ

 

ففي سورةِ النورِ الإلهُ دعانيا

ألم يقلِ الرحمنُ اغْضُضْنَ أعيُناً

 

وصُنَّ جُيوباً فالجُيوبُ غواليا

فصوني أيا أُختاهُ عن كلِّ عابثٍ

 

جمالاً هو الأغلى إذا كان خافيا

فسِرُّ جمالي أن أكونَ حَيِيَّةً

 

وسِرُّ حَيائي أن أصونَ جماليا

أيبقى حياءٌ إنْ فتاةٌ تبرَّجَتْ

 

وأرخصتِ الجِيدَ الذي كان غاليا

فكيفَ تُبيحينَ الذي كان خَدْشُهُ

 

يُثيرُ حروباً طاحناتٍ ضَواريا

فيا(معتصم باللهِ) يافارسَ الوَغَى

 

نَصرْتَ التي جارَتْ عليها الأعاديا

فنادَتْ بصوتٍ من( زَبَطْرَةَ) هادرٍ

 

ألا رُدَّ عني وَغدَها المُتماديا

فقادَ بيومِ الثأرِ جيشاً عَرَمْرَماً

 

أغاثَ به صوتاً حزيناً وباكيا

وتشهدُ عَمّوريَّةٌ يومَ فَتْحِها

 

بغيرةِ آباءٍ سَمَوْا لِلمعاليا

أيبقى حياءٌ للفتاةِ وقد غَدَتْ

 

تُراقصُ مَخموراً وتصطادُ ساقيا

إذا لم تعاقِبْني وتأخُذْ على يدي

 

فلا كنتَ  ياعمّي ولا كنتَ خاليا

بِرَبِّكُمُ قولوا أبي ثمَّ إخوتي

 

أَأُترَكُ نَهباً للذئابِ العواديا

أترضَوْنَ لي أنْ أدخلَ العرسَ بينهُم

 

فأَعرِضَ جسمي أو أبيعَ حيائيا

وتَرْضَوْنَ منّي أنْ أكونَ فريسةً

 

لِمَنْ كان عن دربِ المكارمِ غافيا

شبابٌ بعرسٍ كالذئابِ تراهُمُ

 

يجولونَ خلفَ الفاتناتِ الغوانيا

وواحِدُهُمْ يرمي بخُبثٍ شِباكَهُ

 

سيرجِعُ مَدحوراً منَ الصيدِ خاليا

فأقسمُ إني لن أكونَ طَريدةً

 

لمن لاهثاً يجري بخُبثٍ ورائيا

سأحجُبُ نفسي عنهُ إلا حَليلةً

 

وعهداً إلهي أنْ أصونَ عفافيا

فمن لم يَصُنْ عمّا يُدنِّسُ نَفْسَهُ

 

ولايَرعَوي من أن يكونَ مُداجيا

فإنَّ له عند الإلهِ مَخازياً

 

وعند الغَيورينَ الحسامَ اليَمانيا

فيا إخوتي في اللهِ هذي نَصيحَتي

 

وأرجوكُمُ هلّا سمعتُمْ رَجائيا

فلا تجلِسوا في مجلسٍ فيه شُبهةٌ

 

ولكنْ عليكُمْ في اكتسابِ المعاليا

ويا أَخَواتي لاتكُنَّ ضَحِيّةً

 

وأَخدْانَ حيناً عندهُمْ أو سَواقيا

ألا من مَعينِ الحقِّ ياإخوتي انْهَلوا

 

سيبقى على الأيامِ عَذباً وصَافيا

فمن تخذَ القرآنَ نَهجاً وشِرعةً

 

يكونُ له من زَلّةِ العُمْرِ واقيا

وأخْتمُ قولي بالصَّلاةِ على الذي

 

تَسَرْبَلَ بالأخلاقِ إذ كان داعيا

ومن ثَمّ آلِ البيتِ والصَّحبِ كُلِّهِمْ 

 

نجومٌ أضاءِتْ في الليالي الخَواليا


 

       -علي أحمد الأديب-   

 ⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱