خمسينَ أمضيْتُ بينَ اللّوحِ و القَلَمِ
|
|
|
بذلْتُ للنَّشْءِ فيها مُهجتي وَ دَمي
|
وما تَقاعسْتُ في الأيامِ في عملي
|
|
|
و ما تَبَرَّمتُ أو أبديتُ مِنْ سَقَمِ
|
ما كُنْتُ إلّا أباً يَحنو على وَلَدٍ
|
|
|
أو مُرْضِعاً بينَهُمْ تحْنو على فَطِمِ
|
وما ضَنَنْتُ عليهِم و الإلهِ و ما
|
|
|
كَتَمْتُ عِلْماً و حقِّ البيتِ و الحَرَمِ
|
و كمْ زَرعْتُ لهمْ رِيشاً و أجْنِحةً
|
|
|
كيْما يَطيروا إلى العلياءِ و القِمَمِ
|
و كم سَقَيْتُهُمو عذبَ الكلامِ و كم
|
|
|
أجملْتُ حيناً و كم فَصّلْتُ في الكَلِمِ
|
و كم بذلتُ لهُمْ نُصحي و تجرِبَتي
|
|
|
طوراً و غَذَّيْتُهُمْ بالعلمِ و القِيَمِ
|
و مِنْكَبي لهمو قدْ كانَ مُتَّكَأً
|
|
|
لِيَرتقوا فوقَهُ مِنْ زلَّةِ القَدَمِ
|
و كم تَحمَّلْتُ منهُمْ تارةً رَهَقاً
|
|
|
و كمْ عَفوْتُ عنِ الزّلّاتِ و اللّممِ
|
و كم تعامَيْتُ عن أشياءَ مُزعِجةٍ
|
|
|
و إنْ سَمِعْتُ هُراءً كُنْتُ في صَمَمِ
|
ما ضِقْتُ ذَرعاً بهم و الكلُّ يعرفني
|
|
|
و أَنْ أَقولَ لهُمْ سُوءاً لَجَمْتُ فَمي
|
علاقَتي بهِمُ قامَتْ على ثِقَةٍ
|
|
|
كأنّما بَينَنا أُنْشُوطَةُ الرَّحِمِ
|
خَمسينَ في الصّفِّ ما صادفْتُ مشكِلةً
|
|
|
قدْ كُنْتُ فيها معَ الطُّلابِ في سَلَمِ
|
أَلينُ ما دامَ ليني نافعاً لهمو
|
|
|
و إنْ شددْتُ فَشِدّاتي لأجلِهِمِ
|
و كنتُ بينَهُمو نَخلاً و فاكهةً
|
|
|
يجنونَ مِنّي ثِمارَ الخُلْقِ و الشِّيَمِ
|
يالَلسَّعادةِ عِندي إنْ همو فَهِموا
|
|
|
درْسي و إلّا فيا حُزني و يا أَلَمي
|
خمسينَ في الصّفِّ ما غادرتُهُ سَنَةً
|
|
|
و لا قَليْتُ فَتىً أو فُتَّ في هِمَمي
|
و ما ضَعُفْتُ بِدرسٍ أو بَخِلْتُ به
|
|
|
كأنّما اليومُ مِثلُ الأمسِ في الكَرَمِ
|
و مِهْنتي حُبُّها في القَلبِ مُشْتَعِلٌ
|
|
|
حُبُّ الرّياضِ لِطَلِّ الدِّيمةِ الشَّبِمِ
|
و أنتمو يا شُداةَ العِلْمِ إنّ لكُمْ
|
|
|
في القَلْبِ مَنْزِلةً تَسْمو على النَّسَمِ
|
خمسونَ مَرَّتْ و فيها كُنْتُ مُغْتَبِطاً
|
|
|
فما اعتراني بها شيءٌ مِنَ النَّدَمِ
|
إنْ مِتُّ أهلي اكتبوا لي فوقَ شَاهِدَتي
|
|
|
هُنا عَلِيٌّ شهيدُ اللّوحِ و القَلَمِ
|
سوريا -مدينة النبك
-علي أحمد الأديب-
|
|
|
٢٠/٣/٢٠٠٨
|
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱
|
|