رِفْقاً بنا يا أيُّها الرُّطَّانُ
|
|
|
مِنْ رَطْنِكُمْ تَعِبَتْ بنا الآذانُ
|
فلقدْ هَبَطْتُمْ بالفصيحةِ مَهبِطاً
|
|
|
بكَتِ العُروبةُ منهُ والقرآنُ
|
ولَسيبوَيْهِ بلحدِهِ يشكو الأَسَى
|
|
|
فَلْترحموهُو أيُّها الإخوانُ
|
أمّا الخليلُ فقدْ تَشَظَّى حُرْقَةً
|
|
|
لمَّا تكسَّرَ منكمُ الأوزانُ
|
ولقد رَوَيْتُ الشعرَ حتى مَلَّني
|
|
|
فالشعرُ بَوحٌ صاغَهُ فَنَّانُ
|
والشعْرُ صَعْبٌ مرتقاهُ لكلِّ مَنْ
|
|
|
قدْ ظَنَّ جهلاً أنّه حَسّانُ
|
لا تحسبَنَّ الشعرَ أكلةَ كُبَّةٍ
|
|
|
فالشعرُ ياويلي لهُ أركان
|
لغةٌ وَوَزنٌ صورةٌ مَعَ فكرةٍ
|
|
|
والنحوُفي الفصحى هوالسلطان
|
قالوا الحداثةَ ويْحَهُمْ لم يعلموا
|
|
|
أنَّ الحَداثَةَ خَلْفَها شيطانُ
|
أعداءُ أمَّتِنا لهمْ أهدافُهمْ
|
|
|
بصدورهمْ قد أُضرمَتْ نيرانُ
|
ياويحَ قلبي أنْ أرى في أُمَّتي
|
|
|
أُمَّ اللغاتِ مَهيضَةً وتُهانُ
|
وتسودَ في مَهدِ الفصيحةِ لهجةٌ
|
|
|
إذ طَالما أزْرى بها عدنانُ
|
لو قامَ أهلُ عُكاظَ مِنْ أجداثِهِمْ
|
|
|
حُزناً تمنَّوْا أنهم ماكانوا
|
عجباً لأمةِ أحمدٍ قد أَهْمَلَتْ
|
|
|
لغةً بها قد أُنزِلَ الفرقانُ
|
وأرى الفِرنجةَ يعشقونَ لُغاتِهِمْ
|
|
|
لا أُسَّ يُمْسِكُها ولا بُنيانُ
|
هذا لَعَمْري قد أثارَ حَفيظتي
|
|
|
فعليهِ مِنْ أَسَفٍ يُعَضُّ بَنانُ
|
إنَّ الفصيحةَ إخوتي هي أمُّنا
|
|
|
عَقُّ الأمومةِ ذِلَّةٌ وهَوانُ
|
وهيَ التي ربطَتْ أواصرَ يَعْرُبٍ
|
|
|
ولِأهلِ جنَّاتِ النعيم لِسانُ
|
أينَ الحُماةُ الصِّيدُ للفصحى وقد
|
|
|
جَبُنَ الحُماةُ وعَزَّتِ الفرسانُ
|
عودوا إلى الشعرِ الفصيحِ فإنهُ
|
|
|
حِرزٌ لها وضَمانةٌ وأمانُ
|
وتَخلَّصوا مِنْ لَكنةٍ أو رَطْنَةٍ
|
|
|
إن رُمْتُمُو أنْ تَزْدهي الأوطانُ
|
سأظلُّ في وجهِ الرَّطانةِ ثابتاً
|
|
|
كالطَّودِ مهما لامني الرُّطَّانُ
|
ويظلُّ حرفُ الضَّادِ يَهتِفُ صائِحاً
|
|
|
مَنْ خانَني منكُمْ هو الخَوَّانُ
|
سوريا_ مدينة النبك ٢٠٠٨
-علي أحمد الأديب-
|
|
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱
|