﴿ أنا و الشّعر و الشّباب ﴾

أفْنيْتُ عُمريَ في التّعليمِ و الكُتُبِ

 

 

وَقَدْ شُغِفْتُ بِفَنِّ الشِّعرِ و الأدبِ

و قدْ خَبِرْتُ ضَعيفَ الشِّعرِ عن كَثَبٍ

 

 

و ذُقْتُ جيِّدَهُ مِنْ شاعرٍ أربِ

فالشّعرُ يا سادَتي فِكرٌ يُزيِّنُهُ

 

 

شَكْلٌ تَسَرْبَلَ في أثوابِهِ القُشُبِ

و الشّعرُ نَحْوٌ و ألفاظٌ مُهذَّبةٌ

 

 

و الشّعرُ وزنٌ يَهزُّ المرءَ مِنْ طَرَبِ

و صُورةٌ تَخْلُبُ الألبابَ رَوْعَتُها

 

 

صِيْغَتْ لنا مِنْ خيالٍ واسعٍ رَحِبِ

ما لِلشَّبابِ فلا صَبْرٌ و لا جَلَدٌ

 

 

كالنَّارِ مُضرَمةً مِنْ غيرِ ما حَطَبِ

أَتطْمعونَ بِشعرٍ تَهجُرون به

 

 

أمَّ اللغات ؟ فيا حُزني و يا عَجبي

فلا تَظُنَّنَّ أَنَّ الشِّعرَ تجلِبُهُ

 

 

كما جلبْتَ إلينا الغارَ مِنْ حَلَبِ

فَسُلَّمُ الشِّعرِ صَعْبٌ مُرْتقاهُ إذا

 

 

كانَ البِناءُ على أُسٍّ مِنَ الحَصَبِ

أقولُ ما بينكم من غيرِ ما وَجَلٍ

 

 

أُمّي الفصيحةُ و الشّعرُ الرَّصينُ أَبي

أقولُ في النَّقدِ قولاً لا مِراءَ بِهِ

 

 

حتّى لو امتلأَ المَنْقودُ بِالغَضَبِ

فَالشّعرُ من غيرِ نقدٍ لا صلاحَ لَهُ

 

 

فَالنَّقْدُ للشّعرِ يحْميهِ من العَطَبِ

إنَّ النَّصيحةَ أُزجيها مُضمَّخَةً

 

 

بِالحُبِّ و الوُدِّ لا باللّومِ و العَتَبِ

إنَّ الشَّبابَ لأغلى في شريعتِنا

 

 

مِنْ كُلِّ ما حوَتِ الدُّنيا مِنَ الذَّهبِ

هُمُ الأحِبّةُ يومَ الجِدِّ مَسْكَنُهُمْ

 

 

في مَحْجَرِ العينِ بينَ الجَفْنِ و الهُدُبِ

نَقدي لهُمْ نقدُ أُستاذٍ أَحبَّهُمُ

 

 

حتّى يراهُمْ غداً في قِمَّةِ الرُّتَبِ

و المرْءُ بِالحَقِّ لا تَعلو مراتِبُهُ

 

 

إلّا إذا سارَ في دربٍ من التّعَبِ

لا تَيْأسَنْ إنَّ مَنْ أبكاكَ مُنتَقداً

 

 

خيرٌ إذا كان مَنْ دَاراكَ عن كَذِبِ

و جَوِّدِ الشِّعرَ يصْمُتْ كُلُّ مُنتَقِدٍ

 

 

و عِندهمْ بعدها تعْلو على الشُّهُبِ

مَكِّنْ جُذورَكَ في الشِّعرِ الرَّصينِ تَكُنْ

 

 

بينَ المشاهيرِ مِنْ فُرْسانِها النُّجُبِ

و اعلَمْ بأنَّ كِتابَ الله حُجَّتُنا

 

 

إليهِ إنْ شِئْتَ عَذبَ القولِ فانْتَسِبِ

و من حديثِ رَسولِ اللهِ قُدوتِنا

 

 

و قولِهِ الفَصلِ و الشَّافي مِنَ الوَصَبِ

عليهِ صلّى إلهي ما صَبا دَنِفٌ

 

 

إليهِ يوماً على الأيّامِ و الحِقَبِ

 

و سوفَ أبْقى نَصوحاً ناقِداً أبداً

 

 

حتّى يَجِدَّ هُواةُ الشِّعرِ في طَلبي

 

إذا أخذْتَ بِنُصحي و انتَفعتَ بِهِ

 

 

فأنتَ شاعِرُنا بلْ شاعِرُ العَرَبِ

هي الفَصيحةُ لا أرضى بِها بدلاً

 

 

و الشِّعرُ في غيرِها ضَربٌ مِنَ اللّعِبِ

سوريا -النبك

 ٢٠٠٨م

 

 

    -علي أحمد الأديب-  

 

 

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊱